يا حسرتاه على زمان الغناء

أسعد الله صباحكم بكل خير وجعل أيامكم كلها مباركة إن شاء الله

في السابق تعلمنا قصيدة لأحمد شوقي يقول فيها
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
سبحانك اللهم خير معلم علمت بالقلم القرون الأولى
أما حاليا وفي عصر الإنحطاط الأخلاقي وفي عصر الفضائحيات اللا أخلاقية، حيث لا قيمة للمعلم فقد انقلبت الآية وأصبح للمغني والراقص منزلة أفضل من منزلة المعلم والمربي... ورحم الله تلك السنون الخوالي عندما كنا صغارا نقبل يد معلمنا .... تفتحت قريحة هذا الشاعر وأطلق هذه القصيدة .....
قصيده للشاعرة / ريوف الشمري
قــــم للمغني

قٌـمْ للمغنِّــــــــيْ وفِّـهِ التصفـــــــــيـرا كاد المغنِّـيْ أن يكـون سفيـرا
يا جاهلاً قــــــدر الغنـاء و أهلِــــــــــهِ اسمع فإنك قـد جَهِلـــــتَ كثيـرا
أرأيتَ أشـــــرفَ أو أجــــــلَّ من الـذي غنَّى فرقَّـصَ أرجُـأألاً و خُـــــصُـورا
يكفيهِ مجــــــــــدا أن يخـــــدرَ صوتُـهُ أبنـاء أُمــــــة أحـمـدٍ تخــــديـــــرا
يمشي و يحمل بالغنـــــاء رســالـةً من ذا يرى لها في الحياة نظيـــرا
يُنسي الشبابَ همومَهم حتى غدوا لا يعرفــون قضــــــيـةً و مصيـــرا
الله أكــــبـر حيــــــن يحيـي حفلــــةً فيهــــا يُجعِّـــــرُ لاهيــاً مـغــــــرورا
من حولـــه تجدِ الشـــباب تجمهـروا أرأيت مثـل شبابنـا جمهـــــورا؟!!
يا حســــرةً سكنت فؤاديَ و ارتـوتْ حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيــــرا
يا عين نوحي حـُقَّ لي و لكِ البـــُكا ابكـي شبابـا بالغنـا مسحـــورا
يـا لائمـي صمتا فــــلستُ أُبالــــــغُ فالأمرُ كان و ما يـزالُ خطــــــيـرا
أُنظر إلى بعض الشبـــــابِ فإنــــــك ستراهُ في قيـد الغنـاءِ أسيـــرا
يا ليت شعــــري لو تراهُ إذا مشـــى متهزهـزاً لظننتــــهُ مخـمــــــورا
ما سُكرُهُ خمـــــــرٌ و لكــــنَّ الفتـى من كأسِ أُغنيـةٍ غـدا سِكّيــــــرا
أقْبِح بهِ يمشـــــي يُدنـدنُ راقصــــاً قتلَ الرجولــــــةَ فيـهِ و التفكيـترا
لولا الحياءُ لصحـــــــــتُ قائلــــةً لـهُ (يَخْلفْ على امٍ) قد رعتكَ صغيرا
في السوقِ في الحمامِ أو في دارهِ دوماً لكــــــأس الأُغنيـاتِ مُديــرا
إنَّ الـذي ألِـفَ الغنــــــاءَ لسانُـــــــهُ لا يعـرفُ التهليـــــــلا و التكبيــــرا
مما ستلقى مـن ضحالــــــةِ فكـرهِ و قليـلِ علــــــمٍ لا يُفيـدُ نقيـــرا
أما إذا كان الحـوارُ عـن الغنــــــــــا و سألتَ عنْ (أحلام) أو (شاكيرا)
أو قلت أُكتب سيرةً عن مطـــــــربٍ لوجدتِـهُ علمـاً بـذاك خبيــــــــرا
أو قلتَ كمْ منْ أُغنيـاتٍ تحفـــــــظُ سترى أمامـك حافظـاً نحريـــــــرا
أمـا كتـابُ الله جـلَّ جـلالــــــــــــه فرصيدُ حفظهِ ما يـزالُ يسيـــــرا
لا بيـتَ للقـرآن فـي قلــــــــــبٍ إذا سكن الغناءُ به و صـار اميـــــــــراً
فاليومَ فاقـتْ مهرجانـاتُ الغنـــــــا عَدِّي فأضحى عَدُّهـنَّ عسيـــرا
في كـل عـامٍ مهرجـانٌ يُولـــــــــدُ يشدوا العدا فرحاً بهِ و ســـــــرورا
أضحتْ ولادةُ مطربٍ فـي أُمتـــــي مجداً بكـلِ المعجـزاتِ بشيـــــــرا
و غـدا تَقدُمُنـا و مخترعاتُنــــــــــا أمراً بشغلِ القومِ ليـس جديـــــرا
ما سادَ أجدادي الأوائـلُ بالغنـــــا يوماً و لا اتخذوا الغناء سميــــــــرا
سادوا بدينِ محمدٍ و بَنَـتْ لهــــمْ أخلاقُهمْ فـوقَ النجـومِ قُصُـــــــــورا
و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً ثَبْتَ الجنانِ مغامـرا و جســــــــورا
مزمـارُ إبليـس الغنـاءُ و إنـــــــــــهُ في القلبِ ينسجُ للخرابِ سُتُــــورا
صاحبْتُـهُ زمنـاً فلمـا تَرَكْـتــــــــــُـه أضحى ظلامُ القلبِ بعـدَهُ نــــــــورا
تبـاً و تبـاً للغنـاءِ و أهـلِــــــــــــــهِ قد أفسدوا في المسلميـن كثيـرا
يا ربِّ إهدِهِـمُ أو ادفـع شَرَّهُـــــمْ إنَّا نـراك لنـا إلهـي نصيـــــــــــــــــرا

*****