آن الأوان لمساءلة هيئة السوق المالية عن تسببها في انهيار الأسهم

تحليل : د. طارق كوشك
بعد إغلاق تداول يوم الأربعاء الماضي اصدرت هيئة السوق الموقرة قرارها الذي تؤكد فيه قيامها بتعديل وحدة تغيير سعر الأسهم بدءا من يوم السبت الموافق 13 رمضان مما تسبب في انهيار السوق يوم أمس"السبت " على الجميع بما في ذلك سهم سابك الذي لا علاقة له بالقرار لا من قريب ولا من بعيد. والسؤال الذي يثيره المتداولون هو لمصلحة من هذا الاجراء الذي جاء ضد المتداول السعودي وضد سوق الأسهم السعودية؟ السؤال الثاني الأهم هو إذا كان هذا القرار صائبا فلماذا أنهار السوق؟ و السؤال الأكثر أهمية هو طالما أن هذا القرار طرح للتصويت عليه من قبل المتداولين و طالما أنه تم تبنيه لأن الغالبية قد وافقت عليه فلماذا لم تعلن الهيئة نتيجة هذا التصويت على الملأ؟ أما السؤال الجوهري فهو طالما أن سهم سابك لن يتأثر بهذا القرار فلماذا بيع و ضغط إلى النسبة الدنيا و من الذي أنزله إلى النسبة الدنيا و ما هي أهدافه؟
هذه الأسئلة و أسئلة أخرى يجب و أقول يجب أن تسأل عنها هيئة السوق المالية ويجب أن تجيب عليها لأن من حق أي متداول أن يسأل ومن واجب أي مسؤول أن يجيب على تساؤلات المواطن بكل شفافية و وضوح هذا إن كان واثقا من نفسه و من قرارته.
لقد تحدثت مرارا و تكرارا مرئيا و مكتوبا و مسموعا عن تخبطات الهيئة و قراراتها غير الموفقة و عملها الدائم على عدم استقرار سوق الأسهم السعودية بقراراتها التي تدعي أنها تطويرية فتكون نتائجها مزيدا من الخسائر و مزيدا من الانهيارات و لعل آخرها و لن يكون الأخير قرار الهلل.
إن هذا القرار لا تأثير جوهري له على الإطلاق فهو بكل بساطة استبدل الهلالات بالنسب المئوية بما يتوافق مع سعر السهم بحيث تتساوى نسبة الزيادة أو النقصان في كل الأسهم بصرف النظر عن أسعارها اليومية.
إن مثل هذا القرار السطحي ما كان ينبغي له أن يؤدي إلى انهيار سوق الأسهم السعودية بأكثر من 500 نقطة في يوم واحد و مع ذلك تم استغلاله من قبل بعض الجهات لضرب السوق و تكبيد المتداول السعودي مزيدا من الخسائر.
والأسئلة التي يطرحها المتداولون الذين يتصلون بي هاتفيا هي: من هي هذه الجهات أو الأطراف التي باعت في الراجحي و سامبا و سابك حتى أوصلتها إلى النسبة الدنيا يوم أمس السبت؟ وما أهدافها ؟ و هل أهدافها اقتصادية بحته أم أن لها أهدافا غير اقتصادية ؟ من هي الجهات التي كانت تشتري في سابك على النسبة الدنيا؟ و ما أهدافها؟ لماذا ترفض الهيئة دوما الرد على هذه الأسئلة على الرغم من إثارتها طوال الثلاث سنوات الماضية ؟ هل هناك ضغوط على الهيئة تمنعها من الإجابة ؟
هل يستلزم الأمر تدخل بعض الجهات للتحقيق مع الهيئة لمعرفة الحقيقة و حقيقة قراراتها التي تدعي أنها تطويرية فتكون نتائجها مزيدا من الإنهيار في الأسعار و في نفسيات المتداولين ؟ هل يستلزم الأمر تدخل تلك الجهات لمعرفة لمصلحة من تعمل تلك المحافظ التي ضربت سوق الأسهم يوم أمس و لمعرفة أهدافها و من يديرها؟
إن الذي أعرفه و متيقن منه هو أن المواطن السعودي لحقه ضرر في رأس ماله الذي هو عديل روحه بسبب قرارات هيئة السوق المالية التي تدعي أنها تطويرية و بسبب محافظ تبيع و تشتري في الراجحي و سامبا و سابك.. و لكن الذي لا أعرفه هو من يستطيع حماية المواطن السعودي من الهيئة و من تلك المحافظ.
أخيرا وليس آخرا لقد حذرت الجميع في تقريري المنشور يوم أمس السبت من التدافع نحو البيع حتى و إن أجبروكم على البيع من خلال الضغط على سابك و الراجحي و سامبا و قد حدث ما نبهت له و حذرت منه حيث تدافع الجميع نحو البيع خاصة بعدما شاهدوا بأم أعينهم سهم سابك و هو عند النسبة الدنيا. لقد منحتم منافسكم فرصة على طبق من ذهب لشراء أسهمكم بأرخص الأسعار. إن الانهيارات السابقة والتي أفقدتكم أكثر من 80 % من رؤوس أموالكم بالإضافة إلى عقدة فبراير و انعدام الثقة في هيئة السوق المالية التي أنهار السوق مع بداية قراراتها مثل قرارا تخفيض نسبة التذبذب ، جميعها عوامل تجعلني لا أستطيع توجيه اللوم إلى المتداول السعودي فمن حقه حماية آخر قرش تبقى في محفظته. لكنني أرجو الله أن يمن على كل متداول سعودي بالتعويض