"لميس ونانسي عجرم والفراشة " مسميات جديدة للألعاب النارية لترويجها في العيد

أبها، المجاردة، الدمام، محايل: محمد مانع، محمد آل عمر، سفر العزمان، محمد الهاشمي

بين قبول طلب الأطفال للاستمتاع بالألعاب النارية وبين مخاطرها يظل الآباء في حيرة من أمرهم، فالموافقة لها تبعات صحية خطيرة تهدد سلامة الأطفال سواء بالحرق أو بالجرح أو أن تطال العيون وتتلفها، والرفض وإن كان قاسيا إلا أنه الأسلم مع التعويض ببدائل أخرى.
وجرت العادة كل عام على انتعاش أسواق الألعاب والمفرقعات النارية مع اقتراب عيد الفطر المبارك, ويتبع بائعوها أو المسوقون لها أساليب جديدة لكسر الحظر على بيعها والذي فرضته المديرية العامة للدفاع المدني. وقد تم تسمية هذه الألعاب والمفرقعات بأسماء مواكبة للتطورات ونجوم الغناء والمسلسلات مثل " لميس ونانسي عجرم والشمس والصاروخ والبازوكا والفراشة "، ووصلت أسعارها إلى أرقام كبيرة وزبائنها من الأطفال والشباب صغار السن وتتراوح ما بين 8 ريالات للطراطيع العادية القديمة و70 ريالا للصواريخ وترتفع إلى أن تصل إلى 200 ريال للأنواع الجديدة منها.
وتزامنا مع قرب حلول موسم عيد الفطر المبارك يزداد الطلب على الألعاب النارية بين قلة الوعي بمخاطرها وضعف الرقابة على موزعيها الأمر الذي أصبحت فيه الألعاب النارية خطرا واضحا يهدد حياة الأطفال لاسيما بحلول الإجازات ومواسم الأعياد.
وبالرغم من تحذيرات الجهات المسؤولة من مخاطر هذه الألعاب وآثارها على الأطفال وما تسببه لهم من حروق وتشوهات نتيجة لعبهم بها في المنازل والحارات السكنية إلا أن الإقبال عليها مازال كبيرا.
أخطارها متعددة
و يتذكر المواطن عبدالله عسيري من سكان مدينة أبها ما حدث لابنه تركي14 عاما في عيد الفطر الماضي عندما اشترى مجموعة من المفرقعات النارية " الطراطيع " ليحتفي مع أقرانه بحلول العيد ووضع أكثر من 35 مفرقعة في جيبه الجانبي للثوب وعندها قام أحد أقرانه من قبيل المزاح واللعب بإشعال مفرقعة واحدة ضمن ما هو موجود بجيب الطفل تركي انفجر جميعها محدثة أضرارا بالغة وحروقا في فخذه مما استدعى نقله إلى مستشفى عسير المركزي وتنويمه لعدة أيام لتلقي العلاج.
ويشير المواطن عبدالرحمن بن أحمد العمري إلى أنه في كل موسم يظل في حيرة من أمره بين أمرين الأول إصرار أطفاله على جلب الألعاب النارية لهم أسوة بغيرهم من الأطفال، والثاني ما قد يصحب تلك الألعاب من مخاطر قد تؤذي الطفل بأضرار بالغة مناشدا الجهات المعنية بوضع نظام يكفل منع تلك الألعاب وأن يكون استخدامها بشكل مقنن في الحفلات وبمعرفة المختصين.
إلى ذلك حذر مدير مستشفى ومراكز الرعاية الصحية الأولية في محافظة خميس مشيط الدكتور محمد بن سعد الأحمري من الأضرار التي قد تحدثها الألعاب النارية على منطقة الوجه وخاصة العينين.
وأشار إلى أن هناك حالات تعرض لها بعض الأطفال أدت إلى نزف داخل العين وتهتك وألحقت أضرار بالغة بالعيون وأجزاء من الجسم. ونبه الأحمري الأسر إلى ضرورة قيامها بعمل الإسعافات الأولية اللازمة في حالة إصابة العين قبل نقل المصاب إلى المستشفى، مشيرا إلى أن الإسعافات الأولية تتمثل في غسل العين بالماء عدة مرات وجعل العين المصابة إلى الأسفل قدر المستطاع.
وجدد مدير عام الدفاع المدني في منطقة عسير اللواء سعد بن سعد الحارثي دعوته لكافة المواطنين والمقيمين لعدم شراء الألعاب النارية وذلك لما تشتمل عليه من مخاطر عدة من أبرزها تهديد سلامة المتعاملين معها إضافة إلى ما قد تسببه الألعاب النارية والمفرقعات من حرائق داخل المنازل وخارجها مما يتسبب في أضرار مركبة.
وقال مدير مستشفى ومراكز الرعاية الصحية في محافظة المجاردة الدكتور ظافر بن محمد الشهري إن هناك آثارا طبية قد تصاحب عمليات لعب الأطفال بهذه الألعاب النارية حيث قد تصيبهم بالحروق والجروح من جراء عملية الاشتعال، وتؤثر على الوجه واليدين العيون وباقي أعضاء الجسم.
وأشار الشهري إلى أن هناك العديد من الأطفال يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي - مثل الربو الشعبي - وانبعاث الغازات والروائح الكريهة من هذه الألعاب تؤدي إلى حدوث نوبات متكررة من الربو عند تعرضهم لها. ونصح الشهري الآباء بعدم إحضار مثل هذه الألعاب الخطرة لأطفالهم تلافياً لمشاكلها ومخاطرها الجسيمة عليهم.
وقال مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة المجاردة النقيب منصور محمد الشهري إن هناك جهودا كبيرة في محافظة المجاردة من أجل القضاء على هذه الألعاب ومصادرتها ومعاقبة بائعيها.
وأَضاف أن هناك فرقا ميدانية تعمل على متابعة الأسواق بالمحافظة ومراقبتها لمنع بيع مثل هذه الألعاب لخطرها ومضارها.
مواجهة الظاهرة
إلى ذلك بدأت شرطة المنطقة الشرقية مطلع الأسبوع الحالي، في تنفيذ خطة أمنية ميدانية لمكافحة ظاهرة بيع وانتشار الألعاب النارية والمفرقعات الصوتية التي تنتشر عادة بكثافة في مثل هذا التوقيت من العام وتتسبب في خطورة بالغة على مستخدميها خصوصاً الأطفال وحديثي السن، وذلك بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية.
وتعمل الأجهزة الأمنية المكلفة في تتبع هذه الظاهرة وضبط من يقوم ببيع تلك الألعاب ضمن مهامها الميدانية حيث يتولى فريق جمع المعلومات البحثية والميدانية عن نقاط ومواقع بيعها وانتشارها والأشخاص المتورطين في جلبها للباعة المتجولين في الأسواق الشعبية. كما يتولى فريق آخر عمليات الضبط والقبض على المتورطين في هذه الأعمال ومصادرة وإتلاف الكميات المضبوطة وتسليم المقبوض عليهم لمراكز الشرطة لإكمال الإجراءات النظامية بحقهم.
وأكد مصدر أمني في شرطة المنطقة الشرقية لـ"الوطن" أن الفرق الأمنية في عدد من مدن ومحافظات المنطقة قد تمكنت منذ البدء في تطبيق الخطة من ضبط كميات كبيرة.
وأشار المصدر إلى أن هناك تنسيقا مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأمانة الشرقية لتنفيذ هذه الخطة والذي يشكل العنصر النسائي معظم البائعين لها.
وحذر استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى الظهران للعيون الدكتور محمد العويس من استخدام الألعاب النارية بكل أشكالها. وأكد أن الإحصاءات تشير إلى أن الأطفال والمراهقين وخاصة الذكور هم أكثر الفئات تعرضا للإصابة بحرائق الألعاب النارية.
ودعا الدكتور العويس أولياء أمور الأطفال إلى مراقبتهم ومنعهم من استخدام تلك الألعاب.
وقال إن هذه الألعاب ومن واقع ما نواجهه في المستشفى تسبب إصابات خطيرة. وأشار إلى أن أهم الإصابات التي قد تلحقها تلك الألعاب النارية بالعين تتمثل في حروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو حدوث تجمع دموي في الغرفة الأمامية للعين أو انفصال في الشبكية أو فقدان للبصر وقد تتسبب في فقدان كلي للعين.
وكانت مصادر في الشؤون الصحية قد كشفت لـ"الوطن" عن تسجيل ثلاث حالات علاجية لأطفال نتيجة إصابتهم بحروق طفيفة ناجمة عن الألعاب النارية واستخدامهم السيئ لها.
وكشفت "الوطن" خلال جولتها في اليومين الماضيين في مدينة الدمام ومحافظتي الخبر والقطيف انتشار بيع الألعاب النارية أمام أبواب المجمعات التجارية وعادة ما يكون البائعون لها من العنصر النسائي